نبض لبنان

لماذا أحبت هذه المستشرقة الإيطالية الثقافة العربية؟

استضاف مقدم البرنامج، أحمد علي الزين، هذا الأسبوع المستشرقة الإيطالية فرانشيسكا ماريا كوراو، المتحدرة من التاريخ الصقلي والشغوفة بتلك الثقافة.

أقامت فرانشيسكا الكثير من المهرجانات الثقافية والشعرية، وكتبت عن ثقافة المتوسط. فقد ورثت الشغف بالثقافة العربية وبالموروث من والدها الذي افتتح ذات يوم مهرجان "الحوار المتوسط" بكلمة قال فيها للمشاركين العرب "أنتم هنا ولم ترحلوا ولن ترحلوا". هكذا خاطب والدها الحضور في ذاك الحوار المتوسطي والذي نظمته فرانشيسكا في سياق اهتماماتها وشغفها بالموروث المشترك الأندلسي والمتوسطي.

بدأت المستشرقة الإيطالية حديثها عن جائحة كورونا وعكست صورة روما أيام الحظر، واصفة المدينة بأنها كالمعجزة، تهدأ رويدا من أثر الجائحة لتستقبل عودة الناس من جديد لسماع زقزقة العصافير واستنشاق الهواء النقي بعيداً عن تلوث السيارات. أضافت فرانشيسكا ماريا كوراو أن الجائحة كانت موجودة، ولكن كوفيد19 قد سلّط عليها الضوء مجددا. وأكدت وجوب تغيير سلوك ونمط حياة الناس بعد انتشار الفيروس التاجي.

ثم انتقلت كوراو لتتحدث عن بدايات حياتها وعملها وحبها للثقافة العربية وقالت إن الفضل يعود إلى والدها الذي تسلم هذا الموروث من أجداده العرب في صقلية والذي أخذها إلى تونس في رحلة صيفية عندما كانت طفلة، فأحبت الصحراء والسجاد في هذا البلد. أضافت أن والدها شجّعها على تعلّم اللغة العربية وثقافتها. قرأت فرانشيسكا ماريا قصص "ألف ليلة وليلة" و "نوادر جحا" وأصدرت أول كتاب لها في العام 1987 عن الشعراء العرب الصقليين، كما وقّعت كتابها في مهرجان أصيلة بفضل "بن عيسى" الوزير المغربي، حيث كرم والدها في المهرجان أجدادها العرب، الذين تركوا أثراً مهما في صقلية. وكان والدها يقول: "العرب لم يرحلوا من صقلية بل بقوا فينا وهم جزء من تاريخ صقلية ومن المتوسط".

ثم تناولت المستشرقة الإيطالية الحديث عن التضامن بين الشعوب وقالت إنه يجب على إيطاليا ودول المتوسط العربي التعاون سويا، وتقبل الآخر كما هو. كما يجب التغلب على الخوف بالشجاعة والحوار وهذا هو غالبا دور المثقفين. وأضافت: من المستحيل أن يكون المرء سعيدا وهو محاط بالحروب والفقر والجوع، فالتضامن بين الشعوب هو أساس الإنسانية، ويجب أن نؤمن بحقوق الإنسان والعمل على تحقيق وتوفير ذلك.

وفي الختام تحدثت فرانشيسكا عن تدريس اللغة العربية في إيطاليا ولفتت إلى أنه في أواخر السبعينات كان هناك 4 جامعات فقط تُدرّس اللغة العربية في جميع أنحاء إيطاليا واليوم ارتفع العدد ليُصبح هناك 7 جامعات إيطالية تدرس العربية في روما وحدها، بسبب فضول الطلاب الإيطاليين لتعلم اللغة العربية وفهم ثقافة شعوبها.