قبل ثلاثين عاماً أتت كريستينا كورديلا من أحياء ريو دي جانيرو البرازيلية الى مدينة الأزياء باريس لتصبح اليوم أيقونة في عالم الموضة الفرنسية وتترك بصمتَها التي تمزج من خلالها لمسة أميركية لاتينية بأناقة باريسية.
وكان ذلك بمحضِ الصدفة إذ شاركت كريستينا في مسابقة لعارضاتِ الأزياءِ في بلدها الأم البرازيل وتم اختيارُها لتعرض أزياء لأهم دور الموضة الباريسية كدار شانيل وسان لوران ومن ثم قررت تأسيس شركة خاصة بها في فرنسا تقدم خدمة العناية بالمظهر.
كما ترى هذه السيدة البرازيلية أن الهدف من حرفة منسقي المظاهرِ إبراز شخصيةِ الشخص وما يحب أن يرتدي لكن بشكلٍ يتلاءم مع المهنة التي يقومُ بها الشخص، فلا يجوز تنسيق ملابس رجل سياسي مع ملابس مدونة موضة.
وتؤكد أن حرفتها تتطلب إظهار الشخص بأبهى حلة وتحديث مظهره باستمرار ليكون عصريا مع احترام قواعد الحرفة التي يُقدم و يمكنُ الخروجُ عن القاعدةِ في تنسيقِ القطعِ في أيامِ عطلةِ نهايةِ الأسبوع.
كما أن أسلوبها ولهجتها البرازيلية عندما تتحدث الفرنسية شد فضول منتجي القنوات التلفزيونية الفرنسية وسريعا أطلقت أول برامجها المتخصصة في المظهرِ على القناةِ السادسة وما زالت هذه البرامج تَلقى إعجابا من قبل المشاهدين الفرنسيين إلى يومِنا هذا ما سهل عليها الانخراط في هذا العالمِ الفريد أيِ الأزياء.
ونشرت عبر مسيرتِها المهنية سبعة مجلدات تساعدُ المرأة على الحفاظ على أناقتها، وتحرص كريستينا دائما على إدخال لمسة غير مألوفة من خلالِ الألوان والقصّاتِ في مظاهر من يطرق بابها.
وعندما بدأت كمستشارةِ مظهر عام 2002 لم تكن هذه الحرفة تمارس في فرنسا بل كانت تمارس في أميركا وإنجلترا، ما سبّب لها ببعض المشاكل فالفرنسيون رفضوا ما تقدمُ من خدمة في بداية الأمر قائلين (لسنا بحاجة إلى نصائحَ في عالمِ الأزياء في بلدِنا يوجدُ أهمُ المصممين العالميين ونعرفُ جيدا تنسيقَ ملابسِنا بأنفسِنا).
وردت كريستينا بنبرة غضب (ليس المال ولا كثرةُ المصممين سببا مقنعا بمعرفة تنسيق الملابس بشكل جيد، فالمرأةُ الجذابة هي التي تنبضُ بالإيجابيةِ وتكون جميلة وأنيقة كذلك).
مع مراسل العربية ليث بزاري