لأول مرة منذ تأسيسه في العام 1896، أعلن الاتحاد الدولي للناشرين عن تولي سيدة عربية مهام رئاسته، حيث نصّب الشيخة بدور بنت سلطان القاسمي رئيساً للاتحاد، بدءاً من دورة أعماله المقبلة للعام 2021، لتكون أول امرأة عربية وإماراتية تتولى هذا المنصب في تاريخ الاتحاد، وثاني امرأة على مستوى العالم، بعد الأرجنتينية آنا ماريا كابانيلاس، التي تولت رئاسة الاتحاد خلال عامي 2004 – 2008.
جاء ذلك خلال اجتماع الجمعية العمومية للاتحاد الدولي للناشرين الذي عقد عبر منصة زووم بمشاركة مجموعة من أعضاء الاتحاد، وشغلت الشيخة بدور خلال العامين الماضيين منصب نائب رئيس الاتحاد الدولي للناشرين، بعد أن تم انتخاب بدور القاسمي في اجتماعات الجمعية العمومية للعام 2018 نائباً لرئيس الاتحاد خلال معرض فرانكفورت الدولي للكتاب.
وشكل اختيار بدور القاسمي لهذا المنصب الدولي الرفيع والذي يعد من أكثر المناصب تأثيراً في قطاع صناعة الكتب والمعرفة، سابقة عربية وعالمية تجسد جهود بدور القاسمي في دعم صناعة النشر والناشرين على المستويين المحلي والعالمي، وذلك من خلال سلسلة المبادرات الدولية التي قادت فيها جهوداً نوعية خدمة لقطاع النشر في مختلف بلدان العالم، كما يعد بمثابة تكريم دولي لمسيرة إمارة الشارقة الثقافية بشكل خاص، والإمارات بشكل عام.
وخلال مسيرتها، حققت بدور القاسمي العديد من المنجزات ذات الأثر الكبير في مسيرة المعرفة الإماراتية، حيث أسست جمعية الناشرين الإماراتيين في العام 2009، التي نالت بفضل جهودها، العضوية الكاملة في الاتحاد الدولي للناشرين في العام 2012.
ولعبت بدور القاسمي دوراً بارزاً في تتويج الشارقة بلقب "العاصمة العالمية للكتاب 2019"، لتسجل الشارقة بذلك لقب أول مدينة خليجية تنال هذا اللقب، والثالثة في الوطن العربي ومنطقة الشرق الأوسط، حيث ترأست الشيخة بدور القاسمي اللجنة الاستشارية ومكتب الشارقة العاصمة العالمية للكتاب.
وخطت بدور القاسمي خطوات واسعة في دعم حق الأطفال واليافعين في الحصول على منتج معرفي وإبداعي بجدوة عالية، ينهض بمستقبلهم ويلبي تطلعاتهم، إذ أطلقت عدداً من الحملات تحت مظلة مؤسسة كلمات لتمكين الأطفال، بهدف توفير الكتب للاجئين والأطفال المتضررين من النزاعات والحروب حول العالم، وأسست مجموعة "كلمات"، المعنيّة بنشر كتب الأطفال واليافعين باللغة العربية، إضافة إلى تأسيسها للمجلس الإماراتي لكتب اليافعين، الفرع الوطني لـ "المجلس الدولي لكتب اليافعين".
وأكدت بدور القاسمي على رؤيتها في دعم صناعة الكتاب على المستوى الدولي، عبر تأسيسها لمؤسسة "ببلش هير" (PublisHer) المنصة الرامية إلى بناء مجتمع داعم وعالمي من الناشرات، وتعزيز التنوع، وتكافؤ الفرص في قطاع النشر العالمي، كما قادت جهود تنظيم المؤتمر الإقليمي للاتحاد الدولي للناشرين في لاغوس، ونيروبي، وعمّان.
يشار إلى أن الاتحاد الدولي للناشرين يعتبر من أعرق المنظمات المهنية الدولية بالعالم والتي تضم الاتحادات الوطنية والإقليمية للناشرين، وتمثل من خلال أعضائها مصالح الآلاف منهم حول العالم. تأسس الاتحاد في العام 1896 في باريس، ويقع مقره الرئيسي في جنيف، سويسرا، ويضم في عضويته أكثر من 83 منظمة وجمعية للناشرين من نحو 69 بلدًا حول العالم.