تفوقت شركة "أبل" في عدد كبير من المجالات، سواء تلك المتعلقة بالبرمجيات أو المتعلقة بالعتاد وتطوير الأجهزة. إلا أن العملاقة الأميركية لا تزال مضطرة للاعتماد على "غوغل"، فيما يخص البحث عبر الإنترنت.
ولا يوجد ما يمنع "أبل" من تطوير محرك بحث خاص بها، خصوصاً في ظل وجود أكثر من مليار هاتف "آيفون" يعمل حالياً حول العالم، إلى جانب ملايين لوحيات "آيباد" وحواسيب "ماك بوك". لذلك فإن الشركة قادرة على الوصول لعدد ضخم من المستخدمين بمجرد إطلاق أي خدمة جديدة.
مادة اعلانية
وقد بدأت "أبل" في 2020 في إظهار نتائج البحث الخاصة بها عند استخدام محرك البحث الموجود في الشاشة الرئيسية لهواتف "آيفون"، في محاولة واضحة لتوظيف تقنياتها ضمن هذا المجال.
محرك بحث "أبل"وتعتبر خاصية البحث من أهم الخواص التي يحتاج إليها أي مستخدم للإنترنت. وتعتبر شركة "غوغل" الشركة الأبرز على الإطلاق في تقديم خدمات البحث.
محرك بحث "غوغل"
وتدفع "غوغل" مبلغ يتراوح بين 8 و12 مليار دولار أميركي سنوياً لـ"أبل"، وذلك لكي يظل محرك بحثها هو محرك البحث الأساسي في هواتف "آيفون".
إلا أن دعوى "مكافحة الاحتكار" التي رفعتها وزارة العدل الأميركية تهدد بشكل كبير هذا التعاون، نظراً لأن "غوغل" بهذا الشكل "تحتكر خدمات البحث" على هواتف "آيفون".
ويتساءل البعض عما إذا كانت "أبل" تريد أساساً الابتعاد عن "غوغل" وإلغاء هذه الصفقة. ولا شك أنها تربح مبالغ كبيرة من "غوغل" بموجب هذا التعاقد، إلا أنه يبقيها معتمدة على غريمتها بشكل مستمر.
من ناحية، بناء محرك بحث جديد قد يغني "أبل" عن التعاون مع "غوغل" من الأساس. ومن ناحية أخرى، فإن "أبل" تحتاج لهذه التقنية لتدريب "سيري"، ناهيك عن أرباح بالمليارات قد تجنيها الشركة عند توفير خدمة إعلانات عبر نتائج محرك البحث.
محرك بحث "غوغل"
وبالرغم من صعوبة ابتعاد الشركتين عن بعضهما فيما يخص البحث عبر الإنترنت، إلا أن بناء تكنولوجيا جديدة من الصفر ليس أمراً غريباً على "أبل". ولعل أبرز مثال على ذلك هو تخليها عن شركة "إنتل" في مقابل تطوير معالجات M الخاصة بها وتوفيرها في "ماك بوك".
يذكر أن الشركة تمتلك أكثر من 200 مليار دولار أميركي نقداً، لذلك فهي قادرة على تمويل أي عمليات بحث أو تطوير. إلا أن بناء محرك بحث جديد هو أمر يحتاج لكثير من الوقت والجهد. يذكر أن "غوغل" توظف أكثر من 114 ألف شخص، جزء كبير منهم يعمل على تطوير محرك البحث.