تعمل القوات الأميركية على تطوير طائرة حربية جديدة مستوحاة من الطائرات البحرية السوفيتية وهي عبارة عن مزيج بين السفن والطائرات فيما يتعلق بخصائصها.
فقد أصدر البنتاغون دعوة لشركات ومقاولي الصناعات العسكرية مؤخراً للحصول على التصاميم المطلوبة خصوصاً الطائرات السوفيتية WIG، التي أنتجها الاتحاد السوفيتي لأول مرة في الستينيات.
مادة اعلانية
وعلى رغم أن التجربة السوفيتية في مجال تصنيع هذا الشكل من الطائرات البحرية انتهت بخيبة أمل، إلا أن الجيش الأميركي يعتقد أنه يمكن استخدام جيل جديد من الطائرات البحرية ذات الأجنحة لنقل القوات والدبابات والصواريخ بسرعة عبر كافة محيطات العالم، بحسب تقرير نشرته مجلة Popular Mechanics الأميركية.
"فئة جديدة من المركبات"وأصدرت الوكالة الأميركية لمشاريع الأبحاث الدفاعية المتقدمة DARPA، ذراع البحث والتطوير في البنتاغون، الدعوة متضمنة طلب للمعلومات والتصاميم عبر موقع إلكتروني تابع للحكومة الأميركية.
وذكر نص الدعوة أن "داربا" ترغب في الحصول على تصاميم ومقترحات لإنتاج "فئة جديدة من المركبات"، على وجه التحديد مركبات WIG ذات تأثير الأجنحة في المناطق البرية.
وأوضح التقرير أن سفن الشحن، على سبيل المثال، يمكن أن تستغرق أسابيع للوصول إلى وجهة ما، في حين أن طائرات الشحن محدودة الحجم وتتطلب مدارج إقلاع وهبوط خاصة أو سابقة التجهيز.
"وحش البحر الطائر"وجرب الاتحاد السوفيتي على نطاق واسع مركبات WIG خلال فترة الحرب الباردة. ومن بين أشهر الأمثلة على تلك المركبات يأتي نموذج Lun، الذي كان يبلغ طوله 73 متراً ويصل ارتفاعه 20 متراً، بينما كان يبلغ طول جناحيه 44 مترًا، بما جعل من المناسب آنذاك أن يتم وصفه بـ "وحش البحر الطائر".
وكان يمكن للمركبة طراز Lun أن تحمل 100 طن من القوات والمعدات بسرعة قصوى تبلغ 550 كيلومتر في الساعة إلى مدى يصل إلى 1750 كيلومتراً.
كما كان يتم تسليحها بستة صواريخ طراز P-270 Moskit المضادة للسفن وأربعة مدافع أوتوماتيكية عيار 23 ملم.
خيبة أمل سوفيتية
لكن لم تقلع مركبات WIG السوفيتية أبداً، وإنما تم تشغيلها في منطقة ضيقة للغاية، على ارتفاع بضعة أمتار فقط فوق الأمواج.
وتبين أنه إذا غادرت مركبة WIG من تلك المنطقة، فإنه إما بسبب فقدان الرفع أو الاتصال العرضي بالمياه، سيكون من الممكن أن تصطدم بالمحيط أدناها بسرعة مئات الأميال في الساعة.
وتلاشى حماس الاتحاد السوفييتي للمركبة خلال الحرب الباردة، فيما لم تبد الولايات المتحدة اهتماماً كبيراً بها وقتئذ.
مواصفات تواكب العصر الحاليويأتي اهتمام داربا مؤخرا بالحصول على تصاميم جديدة للمركبات WIG في العصر الجديد، كي يمكن الاستفادة من التطور العلمي في مجال القدرة على الإقلاع والهبوط في الماء، والتخلي عن مدارج الطائرات التقليدية، والذي من شأنه أن يساعدها أيضًا على الهبوط على الجزر والسواحل بدون الحاجة لمرافق أو مدرجات مطارات.
ووضعت "داربا" بنداً يحدد أن تكون المركبة قادرة على الطيران عالياً بما يكفي لتجنب العوائق في الماء.
والأهم من ذلك، يجب أن يسمح التصميم الجديد والجيد لطائرة فئة WIG بالتحليق في المياه العاصفة والطقس السيء.
كما حددت بين المواصفات المطلوبة أن تكون المركبة قادرة على حمل ما لا يقل عن 100 طن من البضائع، وللمقارنة فإن طائرة الشحن العسكرية طراز C-17 Globemaster III تصل حمولتها إلى 141 طناً.
استخدامات أخرىوتتوقع الشركة المطورة أن يكون تصميم WIG الجديد بمثابة مركبة تدعم القواعد العائمة في البحر، وتربط القواعد البرية المتباينة جغرافياً على مساحة واسعة للغاية.
كذلك تنشد أن تكون طائرات WIG الجديدة رائدة في مجال عمليات الإمداد في مناطق القتال، وأن تساعد في مهام البحث والإنقاذ القتالية، كما يمكن استخدامها في الحرب البرمائية، وأن يمكن تشغيلها كسفينة أم للمركبات الروبوتية، وأن تدخل في خدمات تسيير دوريات لمسافات طويلة في القطب الشمالي.