أظهرت تقارير منظمة الصحة العالمية أن أكثر من 1.2 مليون حالة وفاة تحدث بسبب حوادث السيارات في جميع أنحاء العالم كل عام، أي ما يقارب من حالة وفاة كل 25 ثانية تقريبا.
كما تؤكد دراسة جديدة أجراها المعهد الأميركي لتأمين السلامة على الطرق السريعة (IIHS) أن بعض التقنيات البسيطة التي تُضمن في أنظمة السيارات يمكنها أن تقلل من حوادث التصادم بنسبة 21% على الأقل سنويا.
وهذا هو ما يدفع شركات تصنيع السيارات إلى زيادة تأمين سياراتها الجديدة، فمع التطورات الحديثة في التكنولوجيا، أصبحت السيارات أكثر ذكاءً، وأصبحت المنافسة بين الشركات تكمن في تقديم السيارة الأكثر أمانًا، والتي من شأنها أن تساعد الركاب في النجاة أثناء الحوادث.
بعض الأسئلة قبل شراء السيارة
لذلك عند شراء سيارة جديدة، يجب أن يكون لديك بعض الأسئلة حول السلامة مثل: هل هي آمنة للسائق والركاب؟ هل الوسائد الهوائية فعالة حقًا في حالة تعطل السيارة؟ ماذا تقدم السيارة لمنع الحوادث المحتملة؟
بالإضافة إلى ذلك، يجب أن يكون أصحاب السيارات قلقون بشأن التصادمات المتعددة التأثير (MICs)، حيث إن نسبة 25% إلى 40% من جميع حوادث السيارات لا تكون نتيجة تصادم واحد فقط، ولكن نتيجة عدة تصادمات في الوقت نفسه، والأكثر شيوعًا هو التصادم الخلفي الذي ينتج عنه عادة حدوث تصادم آخر أو أكثر، وهناك العديد من المواقف الأخرى التي يمكن أن يحدث فيها هذا النوع.
يمكن تصنيف أنواع التصادم التي قد يتعرض لها السائق والركاب إلى ثلاثة أنواع:
• التصادم الأول: يحدث عند تصادم السيارة مع جسم خارجي، وهو تصادم خفيف تأثيره الأكبر يكون على الجسم الخارجي.
• التصادم الثاني: يحدث بعد النوع الأول، وقد يحدث نتيجة فرملة قوية، أو اصطدام من الخلف، ويتسبب ذلك في اصطدام الركاب بالأجزاء الداخلية بالسيارة، أو ارتطام الأجزاء المتطايرة داخل السيارة بهم.
• التصادم الثالث: يحدث بعد التصادم الثاني، وقد يحدث نتيجة انقلاب السيارة، وهو الأقوى حيث يصطدم جسم الراكب مع الجدار الداخلي للسيارة.
كشفت دراسة لبيانات التصادم أجرتها شركة ProBiomechanics عام 2018، أن حوادث التصادم الثنائية الأثر تُمثل 20% من جميع حوادث الاصطدام، وكذلك 30% من جميع حوادث الإصابات الشديدة، بينما تمثل حوادث التصادم الثالث نسبة 5% فقط من جميع الحوادث، ولكن 13% منها يؤدي إلى حدوث إصابات خطيرة.
لذلك إذا كنت تخطط لشراء سيارة جديدة، يجب عليك الاطلاع على التقنيات الجديدة الموجودة في السيارات الآن، والتي ستساعدك على النجاة من التصادم الثاني.
فيما يلي بعض التقنيات التي توفر حماية إضافية في عدة أنواع من التصادم:
• وسائد هوائية أكثر ذكاءً
إحدى المشكلات التي قد تقابلها، هي أن وحدة التحكم في الوسادة الهوائية (ACM) في سيارتك يمكن أن تتأثر بسبب نوع التصادم الثاني الذي يحدث حرفيًا في غمضة عين، وهذا قد يتسبب في فتح الوسائد الهوائية مبكرًا، أو متأخرًا، أو عدم فتحها على الإطلاق.
ولحسن الحظ، أدركت شركة (هيونداي) Hyundai هذه المشكلة، وصممت أول نظام للوسائد الهوائية يعمل عند التصادم المتعدد Multi-Collision Airbag System في العالم، بحيث تعمل بشكل أسرع عندما لا تكون أنظمة السلامة الأولية فعالة، مما يوفر أمانًا إضافيًا عندما يكون السائقون والركاب أكثر عرضة للخطر.
بمجرد حدوث الاصطدام، تقوم التقنية الجديدة بحساب قوة الاصطدام، وتحديد الزاوية التي حدث فيها للكشف عن موضع الركاب في المقصورة بعد الاصطدام الأول، وبالتالي تقوم بتضخيم الأكياس الهوائية بسرعة أكبر عندما لا تكون أنظمة السلامة الأولية فعالة، مما يحسن من سلامة الركاب أثناء التصادم المتعدد.
بدأت هيونداي في تطبيق هذه التقنية على سياراتها التي أطلقتها حديثًا، وكذلك بدأت شركة (كيا) في تطبيقها على سياراتها.
• نظام المكابح التلقائي بعد الاصطدام
تركز معظم تقنيات مساعدة السائق على تلك الثواني قبل حدوث أي اصطدام، ولكن ماذا عن الثواني القليلة التي يفقد فيها السائق القدرة على التحكم في السيارة بعد الاصطدام؟
احتمالات تصادم السيارة من الخلف أعلى مما تعتقد، وهذا التصادم يؤدي إلى الانجراف المميت، والاصطدام مع السيارات والأشياء الأخرى. وهذا هو السبب وراء قيام كبرى شركات تصنيع السيارات مثل: (فولكس واجن) Volkswagen، و(فورد) Ford، بالتعاون مع شركة Continental، لتطوير تقنية الفرامل الأوتوماتيكية بعد التصادم Post Crash Braking.
تعمل هذه التقنية بواسطة أجهزة استشعار تحدد قوة الاصطدام، من خلال التأكد من فقد السائق السيطرة على السيارة، وانجرافها بشكل سيء، وبناء عليه تقوم بتشغيل نظام المكابح تلقائيًا بعد الاصطدام، بحيث تتوقف السيارة عن الدوران، وتتجنب وقوع حادث ثانٍ محتمل.
• تقنيات الاستعداد للحوادث
تُعرف سيارة Volvo XC90 بأنها أكثر السيارات أمانًا، وهذه ليست مفاجأة نظرًا لدعمها العديد من ميزات السلامة، ولا سيما نظام مكابح الطوارئ المؤتمت.
تدعم سيارة (فولفو XC90) نظام المكابح المؤتمت Autonomous Emergency Braking، وهو ما يسمح بالضغط على الفرامل تلقائيًا عندما تكون على وشك التصادم مع السيارة الموجودة أمامك، حيث يساعد ذلك في نقل طاقة التصادم إلى السيارة بدلاً من رقبتك مع تقليل فرصة حدوث تصادم ثانوي. تعد هذه التكنولوجيا جزءًا من أحدث نظام دعم صممته شركة فولفو لمساعدة السائقين على تجنب الحوادث متعددة المراحل.
كما أن لديها نظام (التنبيه بالمسافة) Distance Alert، والذي يساعد السائق في الحفاظ على مسافة آمنة بين سيارته والسيارة الموجودة أمامه لتجنب الاصطدام، وتتوفر هذه الوظيفة في السيارات المزودة بشاشة عرض Head-Up.
• نظام تثبيت السرعة التكيفي
يساعدك (نظام تثبيت السرعة التكيفي) Adaptive Cruise Control، في الحفاظ على مسافة مناسبة بينك وبين المركبات الأمامية في جميع السرعات، وحتى التي تصل إلى 200 كم/ ساعة، مما يوفر لك تجربة قيادة أكثر استرخاءً، ويقلل من إجهاد السائق في مواقف القيادة الشاقة، من أبرز السيارات الداعمة لهذا النظام سيارات فولفو.
ما عليك سوى اختيار السرعة المطلوبة، والمسافة بينك وبين السيارة الأمامية، وعندما يكتشف مستشعر الرادار وجود سيارة أبطأ في المقدمة، تتكيف السرعة تلقائيًا مع هذه السيارة، وعندما يكون لا يكون هناك عوائق في الطريق تستأنف السيارة السرعة المحددة.
• نظام الالتزام بالحارات المرورية
قامت شركة فورد بتطوير نظام جديد يُسمي (الالتزام بالحارة المرورية) Lane keeping system، وهو يتكون من كاميرا تقوم بمسح سريع ومستمر للحارة المرورية في أثناء حركة السيارة، ثم تنقل صورًا إلى مُعالج يعمل على تنبيهك لتقييم وضع السيارة، من خلال إرسال تحذيرات في مركز الرسائل عندما يكتشف انحرافات أثناء القيادة.
أخبار متعلقة :