ظلت محاولات العلماء لابتكار طريقة دقيقة لاكتشاف أن شخصاً ما يكذب أو يخادع هدفًا لعقود، والآن، بفضل الذكاء الاصطناعي، يعتقد العلماء أنهم ربما يقتربون من تحقيق الهدف بنسبة مئوية كبيرة.
الذكاء الاصطناعي يمكنه اكتشاف الخداع
بحسب ما نشرته "ديلي ميل" البريطانية نقلًا عن دورية Brain and Behavior الرائدة، نجح فريق من العلماء في ابتكار أجهزة استشعار نجحت في قراءة وجوه عدد من المتطوعين، وتم مراقبة ورصد التغييرات الطفيفة في حركة الوجه أثناء قولهم لأكاذيب أو حقائق صادقة.
مادة اعلانية
استطاع نظام الذكاء الاصطناعي معرفة ما إذا كان شخص ما يكذب بدقة 73%، وهي نسبة أقل قليلاً من اختبار كشف الكذب، الذي وصل إلى درجة دقة بنسبة 80%، ولكن يقول العلماء أن تلك النسبة المئوية تم تحقيقها في مرحلة مبكرة للغاية من التجربة مما يعني أنه سيمكن أن تتحسن في المستقبل.
ويتوقع العلماء من جامعة تل أبيب أنه في المستقبل يمكن استخدام الكاميرات المجهزة بالذكاء الاصطناعي في المطارات، أو في مقابلات التوظيف عبر الإنترنت أو في عمليات استجواب الشرطة للمشتبه بهم لمعرفة ما إذا كان شخص ما يكذب.
الأجهزة تتفوق على البشركشفت أبحاث سابقة أن البشر يمكنهم تبين الكذب من الحقيقة بنسبة تقدر بحوالي 55%، في حين أن جهاز كشف الكذب دقيق حتى 80%، إلا أن هذه النسب لا تكفي لقبول نتائج اختبار كشف الكذب كدليل في محكمة قانونية، لذلك يعمل الباحثون في جميع أنحاء العالم على حلول جديدة.
استخدم الباحثون برامج التعلم الآلي والذكاء الاصطناعي لتحليل التغييرات الصغيرة جدًا في حركات العضلات بسرعة أثناء الكذب، بما يشمل حركات صغيرة لعضلات الخد والحاجبين.
قياس التواء عضلات الوجه.
تم قياس حركات الوجه باستخدام ملصقات مطبوعة على أسطح ناعمة تحتوي على أقطاب كهربائية قادرة على مراقبة وقياس الأعصاب والعضلات، حيث قام الباحثون بتثبيت الملصقات على عضلات الخدين القريبة من الشفتين والعضلات الموجودة فوق الحاجبين.
تستند الدراسة إلى افتراض أن عضلات الوجه تتلوى عندما يقوم الشخص بالكذب، وأنه حتى الآن لا توجد أقطاب كهربائية حساسة بدرجة كافية لقياس هذه الالتواءات، ولذلك قام الباحثون بتدريب برنامج تعلم آلي على تحديد الأكاذيب بناءً على إشارات تخطيط كهربية العضلات EMG القادمة من الأقطاب الكهربائية. وبتطبيق هذه الطريقة ، تم تحقيق درجة دقة تصل إلى 73%، وربما تكون نسبة غير مثالية، ولكنها أفضل بكثير من تقنيات أخرى تستخدم لنفس الغرض.
آثار دراماتيكيةيتوقع الباحثون أن برنامج الذكاء الاصطناعي المبتكر سيكون له "آثار دراماتيكية في العديد من مجالات الحياة"، حيث إن الأقطاب الكهربائية يمكن أن تكون متاحة بوفرة في المستقبل، ومن ثم يمكن استخدامها إلى جانب برنامج فيديو لكشف الأكاذيب من خلال مشاهدة حركات عضلات الوجه.
وبالتالي سيكون من الممكن استخدام التقنية المبتكرة في مجالات "البنوك وعمليات الاستجواب في أقسام الشرطة وفي المطارات أو في مقابلات العمل عبر الإنترنت، [إذ] ستكون الكاميرات عالية الدقة المدربة على تحديد حركات عضلات الوجه قادرة على [تحديد ما إذا كانت] البيانات الصادقة من الأكاذيب".
انتقادات في الماضيتعرضت فكرة استخدام الذكاء الاصطناعي للكشف عن الكاذبين لانتقادات في الماضي. على سبيل المثال، في عام 2018، رجح باحثون في جامعة مانشستر متروبوليتان أنه يمكن استخدام الذكاء الاصطناعي لاكتشاف ما إذا كان الأشخاص يكذبون على أمن الحدود من خلال تحليل إيماءاتهم الدقيقة، ولكن انتقد بروفيسور راي بول، أستاذ التحقيق الجنائي بجامعة ديربي، الفكرة قائلًا إنها مشروع "يفتقد للمصداقية، لأنه لا يوجد دليل على أن مراقبة التغييرات الصغيرة على وجوه الأشخاص هي طريقة دقيقة لقياس الكذب.
وقال بروفيسور بول: "إنهم [علماء جامعة مانشستر متروبوليتان] يخدعون أنفسهم ليعتقدوا أنها ستكون فعالة بشكل كبير على الإطلاق. إنهم يهدرون الكثير من المال"، لأن تلك التكنولوجيا تستند إلى سوء فهم أساسي لما يمكن أن يكون عليه سلوك البشر عندما يكونون صادقين ومخادعين.
أخبار متعلقة :