قامت السلطات الإيرانية بإزالة تطبيق "سيغنال" المشفر للمراسلة من متاجر التطبيقات المحلية بعد أن اعتبرته "لجنة الحجب" الرقابية في البلاد بأنه "ذات محتوى إجرامي".
وذكرت وسائل إعلام إيرانية أن المستخدمين في إيران، وعند محاولة تثبيت التطبيق، تلقوا رسالة تفيد بأن "سيغنال" قد تمت إزالته "بأمر من فريق عمل تعيين المحتوى الجنائي في لجنة الحجب"، المسؤولة عن الرقابة على الإنترنت.
ولم تصدر اللجنة قراراً علنياً حول حذف "سيغنال"، بينما يشهد التطبيق إقبالاً شديداً من المستخدمين في جميع أنحاء العالم بعد تحديث "واتساب" لسياسة الخصوصية التي تحتفظ بالحق في مشاركة بيانات المستخدم مع الشركة الأم "فيسبوك".
رسالة لجنة الحجب للمستخدمين حول حذف سيغنال
وقال العديد من الإيرانيين في الأيام الأخيرة إنهم تحوّلوا إلى "سيغنال" بسبب التغيير في "واتساب"، بينما قال بعض المستخدمين إن السلطات تحركت بسرعة لحذف التطبيق لقلقها من أنه سيصبح شائعاً محلياً مثل تطبيق "تلغرام".
وقامت السلطات الإيرانية في عام 2019 بحظر تطبيق "تلغرام" الذي يستخدمه نصف سكان البلاد البالغ عددهم 81 مليون نسمة، بدعوى أنه يعرض الأمن القومي للخطر، لكن لا يزال العديد من الإيرانيين يستخدمونه من خلال شراء برنامج كسر الحجب.
وفي ديسمبر 2020، أعدمت إيران الصحافي روح الله زم، مدير قناة "آمد نيوز" ذات الشعبية الكبيرة على "تلغرام"، بسبب مشاركته في الاحتجاجات المناهضة للنظام في البلاد في أواخر 2017 وأوائل 2018.
روح الله زم في المحكمة
وبالرغم من حجب إيران مواقع التواصل الاجتماعي وعشرات آلاف المواقع، يستخدم كبار المسؤولين في الدولة، بمن فيهم المرشد الأعلى، علي خامنئي، ووزير الخارجية محمد جواد ظريف، مواقع التواصل خاصة "تويتر".
وكان محمد رضا تويسركاني، ممثل المرشد الإيراني في ميليشيات الباسيج التابعة للحرس الثوري، قد أعلن الأسبوع الماضي، عن توظيف 150 ألف من طلبة الحوزات الدينية في الباسيج للعمل على مواقع التواصل، خاصة لمواجهة الحسابات المعارضة النشطة ضد النظام الحاكم في إيران.
عناصر من الباسيج (أرشيفية)
ويطالب المتشددون في إيران باستمرار بحظر مواقع التواصل وتطبيقات المراسلة واستبدالها بتطبيقات داخلية بهدف قمع حرية التعبير وإعاقة تنظيم الاحتجاجات، وفقاً لمنظمات حقوقية.
يذكر أنه في نوفمبر 2019، قطعت السلطات الإنترنت بالكامل في إيران بأمر من أجهزة المخابرات والأمن خلال قمع الاحتجاجات التي عمت كافة المحافظات، والتي تم السيطرة عليها بعد قتل 1500 متظاهر واعتقال أكثر من 10 آلاف وجرح الآلاف.
وفي ديسمبر الماضي، تناولت دراسة حديثة أجرتها مجلة "الأمن القومي" التابعة لجامعة الدفاع الوطني الإيرانية آراء المديرين وكبار خبراء أجهزة المخابرات والأمن الإيرانية حول وسائل التواصل الاجتماعي، الذين حددوا 15 تأثيراً لهذه الوسائل على الأمن القومي، 13 منها وصفت بـ"السلبية".
واستندت الدراسة على آراء كبار مديري الأمن في مكتب المرشد الأعلى الإيراني، علي خامنئي، ومسؤولين بالمجلس الأعلى للأمن القومي ووزارة الاستخبارات والحرس الثوري، والعديد من أجهزة المخابرات والأمن الأخرى. خلصت الدراسة إلى أن "الانتشار المتزايد لشبكات التواصل الاجتماعي يزيد من الضرر الاجتماعي وهو أحد أهم التهديدات للأمن القومي الإيراني".
أخبار متعلقة :