أكّدت مصادر مطلعة في القطاع النفطي، انّه لا يمكن لأحد ان يعرف اذا كان الغاز الطبيعي موجود في أعماق البحار، قبل القيام بأعمال الحفر والتعرّف على طبيعة الأرض الجيولوجية، لكن الأكيد انّ عملية اغلاق البئر فور انتهاء الحفر هي عملية طبيعية أكانت النتائج إيجابية او سلبية. فإغلاق البئر يعني انتهاء المرحلة الاستكشافية. اما في حال تبيّن وجود مكامن غاز فعندها يتمّ الانتقال الى مرحلة تطوير الحقل التي تتمّ انطلاقاً من نقطة مختلفة.
وأشارت الى انّ "توتال" انهت المرحلة الأولى من الاستكشاف التي تمتد حتى ايار2021 متممة بذلك كل موجباتها، على ان تعاود الحفر مجدداً في البلوك رقم 4 انما من بئر مختلفة، في المرحلة الثانية للاستكشاف، والتي تبدأ اعتباراً من أيار 2021 وتمتد سنتين، أي حتى أيار 2023، تحت طائلة تسييل غرامة مالية للدولة اللبنانية في حال المخالفة.
وكشفت المصادر، انّ المعلومات الأولية التي استحصلت عليها "توتال" بنتيجة اعمال الحفر في البلوك رقم 4 زودتها بمعلومات هامة عن الطبقة الجيولوجية الموجودة في هذه المنطقة، وبناء على هذه المعطيات ستختار "توتال" بدقّة أكثر النقطة الأفضل لحفر البئر الاستكشافية الثانية، ووفق المعطيات المتوفرة، فقد وجدت "توتال" الغاز الطبيعي في البلوك رقم 4 انما ليس بكميات تجارية، والغاز المكتشف هو غاز متنقل (migration gas) أي انّه غير محصور، وبالتالي لا يمكن استخراجه، لذا يعمل المختصون على تتبّع هذا النوع من الغاز الذي يتنقل في باطن الارض الى حين الاصطدام بـ caprock وهو كناية عن نوعية صخر لا تسمح بتسرّب الغاز عبره فينحصر في منطقة معينة، تكون هي المكمن الذي نبحث عنه. والغاز المحصور قد يبتعد عن نقطة الحفر ما بين 2 الى 10 كلم ومن مختلف الجهات (شمالاً جنوباً او غرباً). وحتى الآن يمكن القول انّ «توتال» في نقطة الحفر التي اختارتها لم تصب خزان الغاز المحصور، لأنّها وجدت غازاً متنقلاً، بما يعني انّ الحظوظ بإيجاد غاز تجاري في البلوك 4 لا تزال قائمة.
المصدر: لبنان 24