قد يكون المثل القائل: "في كانون كِن (اجلس) ببيتك، وكتّر (أكثر) خبزك وزيتك" الأصدق تعبيراً عن واقع المناطق اللبنانية المشهورة بالسياحة الشتوية هذه الأيام. الكثير من السيّاح والزبائن الميسورين باتوا يفضّلون "الكنكنة" في المنازل والاقتصاد في النفقات والمصاريف على قضاء إجازة يحتاجون أكثر من "مشوار" إلى البنك للحصول على ما يغطّي تكاليفها.
صعوبات رغم العروضات
"في العادة، في مثل هذه الفترة من العام، تكون الغرف كلها محجوزة. كان أمراً معتاداً أن نعتذر من زبائن كثيرين بشكل يومي عن عدم توفر غرف شاغرة. حرفياً لم تكن الاتصالات تهدأ، فلا ننتهي من مكالمة حتى نتلقّى مخابرة جديدة". هكذا تصف مديرة فندق White Cedar Hotel في الأرز ميرا سعادة الوضع. اليوم، رغم خفض الأسعار بنحو 20%، وبنسب أعلى لمن يستأجرون غرفاً لأكثر من يوم "إلا أن الحجوزات تراجعت حوالى 50% عمّا كانت عليه العام الماضي".
فاريا وفقرا...لا سيّاح
في فاريا الأوضاع ليست أفضل حالاً. يقول صاحب مشروع Faraya Village Club جان خليل إن "أعداد الزوار انخفضت بنسبة تتراوح بين 30% و40% رغم أننا خفّضنا أسعارنا بنسب مماثلة تقريباً". أما الزبائن "الدوّيمين" فأعدادهم قليلة مقارنة بالأعوام السابقة، وهو ما ينسحب أيضاً على السيّاح العرب والأجانب الذين ألغى قسم منهم حجوزاته مع تأزّم الأوضاع.
بدوره يؤكد جاك خليل، مالك Villeta Di Faraya، أن "الزبائن هذا العام هم حصراً من اللبنانيين، فيما كنا في السابق نستقبل أعداداً كبيرة من السيّاح العرب والأجانب. وحتى نسبة اللبنانيين تراجعت وإن كانت تُعد مقبولة في مثل هذه الظروف الاقتصادية. والأمر عينه ينطبق على الزبائن المعتادين. ليس من خيار أمامنا إلا الصمود وتمرير الموسم بأقل ضرر ممكن، وهو ما فرض علينا خفض الأسعار بشكل كبير رغم ارتفاع الكلفة التشغيلية بحكم غلاء الأسعار".
المصدر: لبنان 24