خلال السنوات القليلة الماضية، عمد المطورون الى تخفيض أحجام الشقق الجديدة بشكل مستمر. فبين عاميّ 2013 و 2018، انخفض متوسط مساحة الشقة 79 مترًا مربعًا، وهو ما يوازي انخفاضًا بنحو مئتي وخمسين ألف دولار أميركي (250،000 دولار أميركي) من الميزانيات.
أمّا اليوم، فيبلغ متوسط حجم الشقة 173 متراً مربعاً، مؤلفة من ثلاث غرف نوم، إحداها غرفة نوم رئيسية. وبالتالي، ان هذا الانخفاض في الحجم قد أثّر غالباً على حجم الصالونات والمطبخ وغرف النوم - والتي هي في انخفاض مستمر. فبعض غرف النوم يبلغ عرضها 2.7 متراً فقط!
تتمثل استراتيجية "المطورين" في الاستمرار ببناء شقق تقع ضمن ميزانيات عملائهم. فمن الأمثلة الأولى لتخفيض الحجم، هي النمو الذي شهده عرض الشقق ذات غرف النوم الواحدة. وهكذا، من بين 210 مبنى قيد الإنشاء في بيروت الإدارية في عام 2018، ثلاثة وثلاثون (33)، أي 15.7 % من المشاريع، تقدم شققًا تتراوح مساحتها بين 50 و 99 مترًا مربعًا. اذ يعتقد المطورون أنّه من الأسهل بيع الشقق الأصغر حجمًا مقارنة مع الشقق الأكبر حجماً. "حتى الشقق الأصغر من 100 متراً مربعاً تتأثر بالأزمة الحالية". يقول رجا مكارم، المؤسس والمدير العام لشركة رامكو ش.م.م.
يبلغ متوسط حجم الشقق 176 متراً مربعاً في غرب بيروت و 160 مترًا مربعًا في الأشرفية. وفضلاً عن تكاثر الاستوديوهات في أحدث المشاريع في وسط بيروت، إلا أن متوسط حجم الشقق فيها (BCD) يتميز بمعدل شقق بمساحة 270 متراً مربعاً.
"ستة وثلاثون بالمئة (36%) من المشاريع في منطقة الأشرفية تقدم شققاً أصغر من 100 متراً مربعاً. ويمكن ملاحظة هذا التوجه في حي واحد من بين كل حيين، مثل فسّوح والسيّدة وكورنيش النهر، كما يمكن ملاحظتها أيضًا في المناطق الراقية، مثل فرن الحايك، المعروفة تاريخيا" بشققها الكبيرة "، يقول مكارم.