كتبت باتريسيا جلاد في “نداء الوطن”:
لم يأتِ تراجع سعر صرف الدولار بعد التكليف كما اشتهاه الاقتصاديون، إذ تحرّك في السوق السوداء انخفاضاً بحذر نظراً الى سيطرة الترقّب على الأجواء السياسية في ظلّ ما يحكى عن إمكان حصول عقبات في التأليف، ومرحلة ما بعد التأليف ومسار الإصلاحات أو الأجندة التي سيعتمدها الرئيس المكلّف سعد الحريري. وفي حين يجمع الخبراء الماليون والاقتصاديون على أنّ تراجع الدولار اليوم ليس سوى آنيّ، يتضح كذلك أنه اذا لم تسلك الشؤون السياسية مسارها الصحيح والإيجابي، في حال فشلت الحكومة الجديدة المرتقبة في مهمّتها أو فشل الرئيس المكلّف في تأليف حكومة إختصاصيين، فإنّ الدولار سيحلّق مجدداً الى مستويات لن تحمد عقباها.
ويقول الخبير الإقتصادي والمالي د. روك-أنطوان مهنّا في حديث لـ “نداء الوطن” إن ردّة فعل الأسواق على التكليف كان يجب أن يستتبعها انخفاض كبير للدولار، عازياً عدم حصول هذا الأمر الى سببين:
– اولاً، عدم رضى رئيس الجمهورية و”التيار الوطني الحرّ” بالتشكيل، ما أثار مخاوف تعطيل التأليف في المرحلة اللاحقة، وعرض شروطهما كي تنال الأطراف السياسية حصصها.
– ثانياً، الضبابية التي تسيطر على مسألة تشكيل حكومة إختصاصيين تحمل راية تنفيذ الإصلاحات.
وإذ لفت مهنّا الى ان “سعر صرف الدولار في السوق السوداء تراجع بنسبة 5% فقط، مسجّلاً أدنى مستوى له وهو 6900 ليرة أمس، أكّد أنه كان من المفترض ان يتراجع سعر التداول به فور التكليف بنسبة 10% أي أن يهبط الى 6500 ليرة وحتى 6000 ليرة”.
وشدّد على “أننا نعيش اليوم في وقت دقيق ومفصلي، وليس لدينا ترف الإنتظار، والمبادرة الفرنسية ليست سوى اوكسيجين موقت يجب الاستفادة منها والشروع في الإصلاحات، وتعيين تاريخ انعقاد مؤتمر دعم لبنان وبدء مرحلة المفاوضات مع صندوق النقد الدولي، عندها ينخفض الدولار الى 6000 ليرة وقد يصل الى 5000 ليرة.
ورأى أن “سعر صرف الدولار في السوق السوداء يبلغ 5000 ليرة لبنانية وكلّ ما يتعدّى هذا الرقم سببه الضياع الذي نعيشه والاستهتار السياسي وعدم الإستفادة من المبادرة الفرنسية، مؤكّداً أنّ “سعر صرف الدولار لن يعود الى سابق عهده اي 1500 ليرة أو حتى 3900 ليرة وهو السعر المحدّد في المنصّة الإلكترونية وإنما قد يستقرّ عند 5000 ليرة”.
المصدر: لبنان 24