نبض لبنان

الصين تنفتح على لبنان وللبقاع حصّة الأسد.. إليكم التفاصيل!

تسعى الصين من خلال برنامجها الانفتاحي على دول الشرق الأوسط إلى تأسيس أطر للتعاون الاقتصادي والتجاري مع لبنان، ولهذا السبب جال وفد صيني رسمي منتدب من السفارة الصينية في بيروت برفقة رئيس مركز الشرق الأوسط للدراسات والتنمية وائل ياسين على اتحاد بلديات البقاعين الأوسط والغربي وراشيا، وغرفة التجارة والصناعة وزار تجمع الصناعيين في البقاع، واطلعوا على المناطق الصناعية.

وضمّ الوفد الصيني المستشارة الاقتصادية والتجارية السيدة لي جينغ، سكرتيرة ثانية السيدة صن نان والملحقة الديبلوماسية السيدة دنغ هوي.

جولة الوفد الصيني

وقد استهل الوفد جولته على اتحاد بلديات البقاع الاوسط في مركزه في مكسه، حيث كان باستقباله رئيس اتحاد بلديات البقاع الاوسط محمد البسط وأعضاء الاتحاد. وشكر البسط رئيس مركز الشرق الأوسط للدراسات والتنمية وائل ياسين الذي من خلاله زار دولة الصين بناء على دعوة على رأس وفد واطلاعه على الواقع الاقتصادي والصناعي ومشروع الحزام والطريق، وحسن الضيافة والاستقبال، وشرح البسط للوفد واقع الاتحاد قائلاً: "منطقة البقاع هي منطقة زراعية فيها الكثير من المؤسسات الصناعية للانتاج الزراعي، وموقع البقاع الاستراتيجي بسبب قربه من دمشق"، وأكد البسط أن البقاعيين يتطلعون الى علاقة جيدة مع الدولة الصينية عبر مؤسسات الدولة اللبنانية والمستثمرين والصناعيين لأن الصينيين أبدعوا في فن الصناعة، متمنياً أن تكون هذه الزيارة ايجابية لنقل صورة جيدة عن منطقة البقاع لتعزيز عملية الترابط وتمتين العلاقات.

 ثم جال الوفد في منطقة البقاع الاوسط على المعامل والمصانع مطلعاً من ياسين على اهمية هذه المعامل وامكانية تطويرها وتجديدها، وشرح ياسين تفاصيل الشق البقاعي للمشروع الاقتصادي الذي يعمل المركز عليه مع الجانب الصيني واللبناني وأبدى الوفد الإعجاب بمنطقة البقاع اقتصاديًا وسياحيًا وزراعياً، وما لديها من مقومات، كما اعرب عن استعداده لترويج هذه المنطقة عند المستثمرين الصينيين.

ثم انتقل الوفد الى بلدية زحلة وكان في استقباله نائب رئيس البلدية انطوان الأشقر وموظفوها، واستعرض الجانبان اهمية التواصل والترابط بين البلدين في المشاريع الانمائية والاقتصادية.

وبعدها انتقل الوفد الى غرفة التجارة والصناعة، وكان في استقبالهم نائب رئيس الغرفة الاستاذ منير التيني، رئيس اللجنة الاقتصادية الاستاذ طوني طعمة، المدير العام الاستاذ يوسف جحا والمستشار القانوني المحامي الاستاذ توفيق رشيد الهندي، حيث رحب التيني بالوفد شاكراً ياسين على الدور الذي يقوم به لنسج العلاقات مع الصين وحمل مشاريع البقاع الإقتصادية للجانب الصيني والعمل على تحقيق الحلم وكان توافق على اعتبار منطقة البقاع زاخرة بالمقومات الاستثمارية.

 كذلك زار الوفد مركز تجمع الصناعيين حيث كان في استقبالهم نائب رئيس التجمع عبد خضر واعضاء التجمع وتداول الجانبان سبل التعاون الصناعي، وابدى الصناعيون رغبتهم في مشاركة خبرة الصناعيين مع الصينيين وعرضوا في اللقاء لعدة مشاريع بهدف الشراكة مع مستثمرين صينيين. وأبدى ياسين استعداده للسعي لإيجاد مستثمرين صينيين والسعي للحصول على قروض ميسرة والعمل على ربط الصناعيين اللبنانيبن بصناعيين صينيين والعمل ببرنامج للنهوض بالاقتصاد الوطني وبالخصوص القطاع الصناعي في لبنان.

 ثمّ انتقل الوفد الى مركز اتحاد بلديات السهل في البقاع الغربي وكان في استقبالهم رئيس الاتحاد الحاج محمد المجذوب واعضاء الاتحاد، وقد عرض المجذوب واقع البقاع الغربي الزراعي انطلاقاً من ان اساس الاقتصاد في قرى السهل من قطاع الزراعة، كما ابدى المجذوب تفاؤله من تطوير العلاقات الصينية اللبنانية، داعياً للاستثمار في مجال صناعة الانتاج الزراعي.

ثم زار الوفد الصيني مركز المجلس الثقافي للبقاع الغربي وراشيا الذي لا يزال قيد الانشاء في جب جنين، وكان في استقباله رئيس المجلس صالح الدسوقي واعضاء المجلس، واعتبر الدسوقي أنّ لا تطوير اقتصاديًا ما لم يرتكز على العلاقات الثقافية ودعم الثقافة هو تحصين للأجيال القادمة، وتمنى أن تولي الصين أهمية للثقافة.

كذلك فقد زار الوفد اتحاد بلديات قلعة الاستقلال في راشيا وكان في استقباله رئيس الاتحاد فوزي سالم واعضاء الاتحاد، وأعرب سالم عن سعادته باتجاه الصين الى لبنان والى منطقة البقاع، وقال ان لبنان غني  بعلاقاته مع جميع الدول، وغني بالمشاريع لكنها تحتاج الى شراكة مع المبدع الصيني في الصناعة.

ثم انتقل الوفد الى معمل انتاج الكبيس والمخللات، وتجفيف الفواكه وتوضيب التفاح وتشميعه في بلدة البيرة، والذي هو قيد التجهيز الاخير العائد للتعاون بين بلدية البيرة ومؤسسة الرعاية الاجتماعية. كذلك جال الوفد في ارجاء المدرسة المهنية لتخريج المهنيين الزراعيين، وشرح المهندس عبد السلام القادري واقع المعمل والمهنية وتمنى ان يكون هناك اتفاقيات تعاون لتصريف انتاج المعمل ونقل خبرات صينية اليه، كما تمنى "عقد اتفاقية تعاون مع مهنيات وجامعات صينية زراعية مع مهنيتنا.

 

الجانب الصيني

أما من الجانب الصيني، فقد أعربت الملحقة الإقتصادية أن الحكومة الصينية تؤيد التعاون الاقتصادي والصناعي والزراعي بين الصين والحكومات العربية، ولديها صندوق التمويل بهذا الخصوص لدعم الاستثمار، وان الشركات الصينية تأخذ الأموال من هذا الصندوق بفائدة متدنية، وقالت: "علينا أن نعرف مشاريعكم لنبني العلاقة بين الشركات الصينية واللبنانية، والتواصل مع مركز الدراسات الذي يرأسه ياسين يفتح الأفق العملانية على الارض، لأننا لا نعرف كثيراً عنكم".

وتابعت: "اطلعت على الواقع في هذه المنطقة وسأنقل صورة عن رؤية البقاعيين من الصناعيين والاهالي الى القيادة والى المستثمرين الصينيين للمساعدة في ايجاد آلية للاستثمار"،  وقالت: "يجب العمل مع المركز ووزارة الصناعة لرسم مشاريع ورفعها الى الدولة الصينية عبر وزارة الخارجية"، وقالت ان السفارة الصينية في لبنان مستعدة لخلق جو تعاوني.

 

ياسين: مصلحة لبنان تقوم على رفع مستوى الاستثمارات

بدوره، أكّد رئيس مركز الشرق الأوسط للدراسات والتنمية وائل ياسين، أن الجانب الصيني يبدي انفتاحًا كبيرًا في خلق تعاون وترابط، وكذلك لمس من الجانب اللبناني بكافة المجالات من خلال اللقاءات مع القيادات السياسية والاقتصادية النية والاستعداد لجذب اي استثمار يساهم في نهوض الاقتصاد اللبناني المنهار، وأمل أن تواجه هذه الايجابية من الجانب اللبناني الرسمي بانفتاح وتسهيل لأنّ مصلحة لبنان تقوم على رفع مستوى الاستثمارات، كما لمسنا من البلديات والصناعيين والتجار استعدادهم لزيادة التعاون والإستثمار.